الثلاثاء، 12 جوان 2007

المسيرة العالمية للنساء


نص الناشطة الحقوقية الشاعرة والمحامية يسرى فراوس من موقع المنتدى الاجتماعي المغاربي بوزنيقة
خطوة... خطوة... نمشي خطوة...خطوة لتغيير وجه العالم.... إنها خطوات النساء الثابتة والمحلقة في ذات الحين خطواتنا هذه انطلقت تلبية لنساء من الكيباك عندما نهضن احتجاجا على تفقيرهن وافتقارهن من المعنى وقمن بمسيرات طيلة عشرة أيام كانت ترجمة لمشاغل وأحلام النساء ونادت نساء الكيباك كل النساء في كل مكان من العالم للالتحاق بمسيرتهن وللمطالبة بالمساواة والتوزيع العادل للثروات.في سنة 1995 بدا النداء حالما للغاية إلا إنها إرادة النساء ففي سنة 2000 تجمعت نساء من القارات الخمس نساء من 146 بلدا تعطينا شارة انطلاق المسيرة العالمية للنساء. في سنة 2000 قدمت النساء تصورهن للألفية الجديدة وطالبن يالاقامة الامثل والأجمل على الأرض، إقامة تحترم الحق في الكرامة في المواطنة في الحرية في التوزيع العادل للثروات وفي الحرمة الجسدية... ولأنه ليس بامكان مناضلات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أن يتجاهلن هذا النداء ولان التضامن بين نساء العالم هو السبيل الامثل لمقاومة تفقيرنا وتعنيفنا ثم لان مطالب المسيرة ونضالاتها يتفق مع نضالاتنا وتطلعاتنا كنسويات تونسيات لاستجبنا طائعات لنداء "الخبز والورود" وهتفنا مع كل نساء العالم : ثمة ألفا سبب وسبب للمسيرة...ثمة عولمة تفتك باستقرارنا وبمواطنتنا وبوجودنا الكريم،ثمة تسريح لآلاف العاملات والعمال بعد استنزاف طاقاتهن وطاقاتهم،ثمة شابات وشباب عاطلون عن العمل وصاحبات شهائد وأصحاب شهائد معطلون عن العمل تلاشى زبد أحلامهم على ضفة العمر ثمة عينا رقيب تلاحقنا في كل حين وتحاصرنا فلا تأخذها سنة ولا نوم ولا قواعد الديمقراطية المرجوة، ثمة أفكار سلفية كالسرطان في رئة الحداثة المنشودة، ثمة ميثاق عربي لحقوق الإنسان والنساء ...وثمة...وثمة... ولعله حري بنا التساؤل مع الشاعر التونسي المناضل عادل المعيزي في هذا المقام "فهل نحن جمرة في بلاد تئن من البرد" ...نعم إننا جمرة الأرض وشعلتها لأننا الطاقة المنتجة للبشرية وللثروة.... ولذلك فنحن نرنو ككل نساء المسيرة إلى تعبئة الرأي العام الوطني والعالمي، داخل البلاد وبنبض نساء تونس وخارجها، في المحافل الدولية ولدى الحكومات والمؤسسات المالية والاقتصادية ولدى أصحاب القرار أيضا للعمل من اجل القضاء على الفقر الذي ترزح تحت نيره النساء.في سنة 2000 عندما انخرطنا في هذا المشروع دعونا رغبة منا في فك الحصار المضروب علينا وتأكيدا على إن حقوق النساء جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ،كل من جمعية المساء التونسيات للبحث حول التنمية والرابطة التونسية للمحامين الشبان وفرع منظمة العفو الدولية بتونس وقد لبوا النداء جميعا لتنسيق كل التحركات التي خاضتها الجمعيات المستقلة المشاركة في المسيرة العالمية للنساء.في هذا الإطار انطلقت المسيرة بجملة إمضاءات واسعة للبطاقة البريدية الموجهة إلى أمين عام منظمة الأمم المتحدة والتي تضمنت مطالب النساء المشروعة كما نظمت عديد الأنشطة المندرجة في إطار ما يسمى بالتربية الشعبية على حقوق النساء.الى جانب هذه التحركات والتحركات والتظاهرات التي قمنا بها للتعريف بالمسيرة والتحسيس بمطالبها أعدت جمعيتنا كتيبا يضمن المطالب الخصوصية للنساء التونسيات وهذا الكتيب يمثل وثيقة هامة استندت إليها الجمعية في عديد الخطابات النضالية وقد أثار ولازال يثير جيلا يدعونا اليوم للتفكير حول كيفية تحيين هذه المطالب وتطويرها وهو ما ننوي القيام به هذه السنة 2005. 2005 هو موعد جديد لدغدغة الحلم ودعوته للرقص معنا على إيقاع الحياة في رفض لكل أشكال اضطهادنا ،إننا اليوم على موعد مع ذات المطالب وبذات الإصرار ولكن في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية نتفق على أنها أسوا،فالعنف كأحد مظاهر التمييز ظاهرة اجتماعية لم تفتا تستفحل يوما بعد يوم وذلك كاستتباع لتردي الأوضاع الاقتصادية لمجتمعنا.صارت نسبة تفقير النساء مفزعة والعولمة تكشف عن وجهها الابشع في بلدنا مثل سائر البلدان المختلفة،لذلك وبالتركيز على هذين البعدين للمسيرة العالمية للنساء يكون التفكير والعمل والتحرك من اجل القضاء على الفقر وعلى العنف مثل جسرنا الرابط بين تاريخي سنة 2000 وسنة 2005 ،ثم ولان هذين المستويين يمثلان العمود الفقري لكل برامج الجمعية فان استئناف تحركنا في إطار المسيرة العالمية للنساء اخترنا أن يتم يادراج نشاطات الجمعية في هذا السياق فكان أن أعلنا في 8 مارس .... وبحضور عدد من ناشطي الجمعيات المستقلة الحاضرة معنا للاحتفاء باليوم العالمي للنساء عن فكرتنا ودعوناهم للتنسيق والعمل المشترك فلبت هذا النداء كل من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وفرع تونس لمنظمة العفو الدولية والجامعة التونسية لنوادي السينما ولجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام التونسي للشغل. ومعا انطلق عملنا فعليا تنظيم ورشات لمناقشة الميثاق المسيرة العالمية للنساء وقد اقترحنا إضافة عديد النقاط الخاصة بمطالبنا كتونسيات ومنها رفع التحفظات عن الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد النساء، تم التنصيص على مطلب المساواة في الإرث والتأكيد على حق الشعبين الفلسطيني والعراقي في تقرير مصيريهما وقد وقع تبني الميثاق بكيقالي في ديسمبر 2004 وجابت الوثيقة كل محطات المسيرة العالمية للنساء.في ذات الإطار كان لنا كتونسيات وكجمعيات مشار بترجمة الميثاق العالمي للنساء إلى اللغة العربية ويحتوي الميثاق على مطالب نساء العالم وكذلك على القيم الخمس التي ندافع عنها في سبيل تغيير وجه العالم وهي قيم المساواة والتضامن والحرية والعدالة والسلم.لهذا ارتأينا أن يكون شعارنا كتونسيات 2000 سبب وخمسة قيم لمواصلة المسيرة وتجسيدا للروابط التي تجمع كل نساء العالم اقترحت منسقات المسيرة العالمية للنساء أن تعد نساء كل بلد لحافا مطرزا يدويا وفيه مطالبنا وبعد تجميع كل قطع القماش سيتسنى أن يتجلى تضامننا من خلال لحاف يكسو الأرض بحلم " الخبز والورود " وقد أعددنا بدورنا هذه القطعة القماشية لإتمام المشهد النسائي العالمي.كانت لنا بالإضافة إلى ذلك تحركات ميدانية فقد أمضينا كأطراف منخرطة في المسيرة العالمية للنساء بيان مساندة للنساء ضحايا القمع البوليسي في مصر ونحن بذلك نشد على أيديهن في مواجهة الاستبداد والفاشية. ميدانيا تنقلنا عدة مرات للمؤامرة المادية والمعنوية لعاملات فنطازيا كي نحيي صمود تونس في مواجهة وحشية راس المال والآن ولان 3و4 أوت هما يوما المحطة التونسية للمسيرة معكم وبكم . وقد اخترنا أن يتخذ هذا اللقاء بعديه الفكري والثقافي وسنعمل وحتى 17 أكتوبر تاريخ اليوم العالمي للقضاء على الفقر على أن نسير داخل البلاد محملين بهذه الآمال والمطالب.نحيي صمود النساء التونسيات وكل نساء العالم في وجه العولمة الرأسمالية ونؤكد على تضامننا مع كل قضايا النساء المشروعة فثمة ألف سبب و5 قيم لنواصل المسيرة.

ليست هناك تعليقات: